×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿يَكِيدُونَ كَيۡدٗا، لا يُدْرَى عنه، بل إنهم ينفقون أموالهم لرد هذا القرآن وصد الإسلام!

وهناك دول كافرة تكيد للمسلمين بصنوف الكيد، ويتمثل هذا الآن في المنظمات السرية، من ماسونية وغيرها من سائر المنظمات السرية التي تكيد للإسلام والمسلمين! ولكن الإسلام محفوظ!!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ تبارك وتعالى » ([1]).

وقال تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9].

ثم قال سبحانه: ﴿وَأَكِيدُ كَيۡدٗا، أي: فالله سبحانه وتعالى يكيد.

وهذا من باب الجزاء والمقابلة، فالله سبحانه وتعالى يكيد لمن ظلم واعتدى على الناس، فالله سبحانه وتعالى يدبر له التدابير الخفية التي لا يَدري عنها حتى تقع به وتنزل عليه. أما هم فإنهم يكيدون كيدًا، لكنهم يَعجزون عن تنفيذه، والله سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء، فهم يُسِرون أسرارًا ويخططون مخططات خفية، والله سبحانه وتعالى يدبر لهم تدبيرًا خفيًّا، لا يعلمون به جزاءً لهم.

فهذا من باب الجزاء، وهو عَدْل منه سبحانه وتعالى يُحْمَد عليه، وأما كيدهم فإنه ظُلْم وجَوْر.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ، أي: لا تَعْجَل عليهم، واتركهم يَعملون ما يشاءون، فليسوا بمهملين ولن ينجوا أبدًا!! لكن قد يتأخر عذابهم لحكمة من الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ [الأعراف: 183].


الشرح

 ([1])أخرجه: مسلم رقم (1920).