ولما سأل فرعون - موسى
وهارون عليهما السلام وقال: ﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ﴾
قال موسى عليه السلام: ﴿قَالَ
رَبُّنَا ٱلَّذِيٓ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ [طه: 49- 50]، هدى كل شيء إلى مصالحه ومنافعه، وما
يُبْقِي عليه حياته.
وهذا
دليل على قدرته سبحانه وتعالى، وعلمه وإحاطته، وإتقانه للمخلوقات، قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ
شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ﴾ [السجدة: 7]، وقال عز وجل: ﴿وَتَرَى ٱلۡجِبَالَ
تَحۡسَبُهَا جَامِدَةٗ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ صُنۡعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ أَتۡقَنَ
كُلَّ شَيۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِيرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ﴾
[النمل: 88].
وهذا
من الآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى، وربوبيته وإلهيته، ووجوب عبادته
وشكره سبحانه وتعالى.
﴿وَٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ﴾،
أي: النباتات. فالمراعي أخرجها الله من الأرض، فالأرض تكون يابسة، ثم إذا أنزل
الله سبحانه وتعالى عليها المطر، اهتزت ورَبَتْ وأنبتت من كل زوج بهيج.
فالذي
أخرج هذه المراعي على اختلاف أنواعها وروائحها وطعامها ومنافعها ومناظرها - هو
الخَلاَّق العليم سبحانه وتعالى.
ثم
قال سبحانه: ﴿فَجَعَلَهُۥ
غُثَآءً﴾، فيعود بعد نضرته وبهائه
وجماله، فيكون غثاء، أي: يابسًا، بعد رطوبته ونضارته وحُسْنه وجماله. ﴿أَحۡوَىٰ﴾، أي: أسود، فبعد أن كان أخضر وفيه نضارته، فإنه يصبح
غثاء أسود.
ولما ذَكَر الله سبحانه وتعالى هذه الآيات، قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿سَنُقۡرِئُكَ﴾؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أُميًّا، لا يَقرأ ولا يَكتب، فلما أراد الله سبحانه وتعالى أن يبعثه أرسل إليه جبريل عليه السلام، على صورة رجل، وهو صلى الله عليه وسلم في غار حراء