يتعبد،
فقال له: ﴿ٱقۡرَأۡ﴾، فأجابه صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»،
لا أعرف القراءة والكتابة، قال له: ﴿ٱقۡرَأۡ﴾، قَالَ: «مَا
أَنَا بِقَارِئٍ»، ثُمَّ غَطَّهُ الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ، وَقَالَ
لَهُ: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ
رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ
ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ
وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي
عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ
ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾ [العلق:
1- 5]، فعند ذلك حفظها رسول الله صلى الله عليه وسلم ([1]).
هذا
مبدأ إقرائه صلى الله عليه وسلم، ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾
[العلق: 1- 5]، فهذه الآيات أول ما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بواسطة جبريل عليه السلام، ثم تتابع عليه الوحي.
وكان
صلى الله عليه وسلم عند مجيء جبريل عليه السلام له بالوحي - يهتم بحفظه ويخاف من
ضياعه، فتَكَفَّلَ الله سبحانه وتعالى له، فقال: ﴿فَلَا تَنسَىٰٓ﴾،
تَكَفَّلَ الله سبحانه وتعالى له بأنه لا ينساه.
وهذا
تطمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما في قوله عز وجل: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ
لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ ١٦ إِنَّ
عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ ١٧ فَإِذَا
قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ﴾،
أي: قرأه جبريل عليه السلام، ﴿فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ ١٨ ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ﴾
[القيامة: 16- 19].
﴿فَلَا تَنسَىٰٓ﴾،
ما نقرئك إياه.
ثم قال عز وجل: ﴿إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ﴾، أي: إلاَّ ما شاء الله أن ينسيك إياه، وهو المنسوخ. قال عز وجل: ﴿مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 106]؛ لأن الله سبحانه وتعالى يَنسخ ما شاء من القرآن ومن التشريع على حَسَب مصالح العباد.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3)، ومسلم رقم (160).