×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ، ﴿ٱلۡجَهۡرَ هو: ما تجهرون وترفعون به أصواتكم. ﴿وَمَا يَخۡفَىٰ هو: ما تُخفونه في أنفسكم ولا تتكلمون به. فهو سبحانه وتعالى يعلم ما في صدوركم وما في قلوبكم، وما تهمون به، وإن أخفيتموه وكتمتموه فإن الله يعلمه سبحانه وتعالى، فهو سبحانه وتعالى يستوي عنده الجهر والخفاء، ويستوي عنده السر وأخفى من السر، فلا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى.

﴿إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ، أي: ما يُجهر به، ﴿وَمَا يَخۡفَىٰ، أي: ما لا يُجهر به. فالإنسان يكتم أشياء لا يتكلم بها مع الناس، ولكنها لا تخفى على الله سبحانه وتعالى.

فعلى المسلم أن يُصلح ظاهره وباطنه مع الله سبحانه وتعالى ومع عباد الله؛ لأن الله جل جلاله يَعلم ما يُسِره وما يعلنه.

ثم إن الله سبحانه وتعالى وَعَد رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال عز وجل: ﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ، أي: للشريعة السهلة التي لا حرج فيها، فهذه الشريعة - ولله الحمد - مُيَسَّرة، ليس فيها حرج، قال عز وجل: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ [الحج: 78].

فإذا شق شيء من الأوامر أو النواهي فهناك الرُّخَص الشرعية التي رخص الله سبحانه وتعالى بها لعباده حَسَب أحوالهم، قال عز وجل: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286].

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَيَسِّرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ مِنَ الدَّلْجَةِ» ([1]).


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (39).