×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 بين الحياة والموت، فهو لا يحيا حياة لذيذة ولا يموت مِيتة مريحة، بل هي حياة شقاء وعذاب، والموت خير منها.

ولهذا يقول أهل النار: ﴿وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ [الزخرف: 77]، يَطلبون من الله سبحانه وتعالى أن يقضي عليهم بالموت، فيتمنون الموت ولا يحصل لهم - والعياذ بالله -،﴿وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّٰكِثُونَ ٧٧ لَقَدۡ جِئۡنَٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَٰرِهُونَ [الزخرف: 77- 78].

هذه عقوبة وعاقبة مَن لا يَقبل التذكير، ولا يَقبل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يُصْغِي إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي فيه خيره وهدايته ونفعه وسعادته، بل إنه يُعْرِض عنها.

ولما ذَكَر الله سبحانه وتعالى عقوبة هؤلاء، ذَكَر جزاء أهل الإيمان، فقال عز وجل: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ. ﴿قَدۡ: حرف تحقيق، ﴿أَفۡلَحَ، و«الفلاح» هو: الفوز والنجاة والسعادة. ويكون لـ ﴿مَن تَزَكَّىٰ، أي: طَهَّر نفسه من الكفر والشرك، والمعاصي والذنوب، وطَهَّر نفسه بالطاعة والإيمان واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالتزكية تكون للنفس؛ كما قال عز وجل: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا [الشمس: 9]، وقد تكون التزكية للمال عن طريق زكاة المال، وسُميت «زكاة»؛ لأنها تطهر المال وتنميه. كذلك النفس، فإن الطاعة تزكيها، بمعنى: أنها تطهرها من الدنس ومن الذنوب ومن المعاصي والقاذورات.

﴿وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ: أي أنه يُكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى والثناء عليه، والتسبيح والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن.

﴿فَصَلَّىٰ، أي: أدى الصلاة المفروضة. ونَصَّ على الصلاة لأنها مفتاح الخير وعمود الإسلام، وهي مقدمة الأعمال الصالحة، وأول ما يُحاسَب عليه العبد من أعماله.


الشرح