وهذا
جزاء السعداء يوم القيامة، والسبب في هذا سعيهم الصالح في الدنيا، قال عز وجل: ﴿لِّسَعۡيِهَا رَاضِيَةٞ﴾، ثم ذَكَره وفَصَّله في هذه الآيات، ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ١٠ لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ ١١ فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ ١٢ فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ ١٣ وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ ١٤ وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ﴾.
ثم
إنه سبحانه وتعالى نَبَّه على شيء من آياته الكونية، الدالة على قدرته سبحانه
وتعالى، والتي هي بين أيدي العرب، وإلا فإن آيات الله عز وجل كثيرة، لا تحصى في
الكون، لكن نَبَّه على أشياء يعرفها العرب المخاطبون وهي بين أيديهم.
قال
عز وجل: ﴿أَفَلَا
يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ﴾،
فهي من آيات الله سبحانه وتعالى: في خلقتها وتركيبها، وقوتها وصبرها، وما فيها من
منافع الركوب والحلب، والأوبار والشعور، وما فيها من اللحوم التي يأكلون منها، وهي
على ضخامتها وقوتها مذللة لهم، فالطفل الصغير يتصرف في الجمل الكبير، قال عز وجل: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا
خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ
٧١ وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ ٧٢ وَلَهُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَمَشَارِبُۚ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ﴾ [يس: 71- 73].
و
«الأنعام» تشمل: الإبل والبقر والغنم.
وذَكَر
الإبل لأنها أقوى الأنعام.
وأيضًا: لأنها تناخ عند الحاجة إلى ركوبها أو الحَمْل عليها، ولا تمتنع. بخلاف غيرها من الحيوانات؛ كالحمير والبغال، فإنها لا تناخ، ولكن يُحمل عليها وهي واقفة، أما البعير فإنه يَبرك لطلب صاحبه، فيُحمل عليه وهو بارك، ثم يقوم بالحِمل!! هذا من آيات الله سبحانه وتعالى في هذا الحيوان.