وكذلك:
فالإبل فيها جَمال، قال عز وجل: ﴿وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ ٦ وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ إِنَّ
رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾ [النحل:
6- 7].
فالإبل
فيها جمال وفيها سرور للنفوس حين تنظر إليها، فإنك عندما تنظر إلى الإبل وهي ترعى
أو تسير - فإنك تنبسط معها وينشرح صدرك برؤيتها.
﴿وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ﴾، كيف رُفعت فوق الأرض بلا عمد، فالسماء سقف بلا عمد،
وارتفاع السموات المبنية بعيد جدًّا عن الأرض، فهذا من عجائب خلق الله سبحانه
وتعالى.
﴿وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ﴾، فقد جَعَل الله سبحانه وتعالى الجبال مُثَبِّتة للأرض
عن المَيَلان والاضطراب، فهي أوتاد للأرض؛ كما قال الله عز وجل: ﴿وَجَعَلۡنَا فِيهَا
رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ﴾
[المرسلات: 27] ثابتة لا تتحرك.
والجبال
فيها منافع أخرى كالمعادن والحجارة والكهوف، ففيها منافع للناس لا تحصى.
﴿وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ﴾،
أي: بُسطت ومُدت للناس ووُسعت، قال عز وجل: ﴿وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ
وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ﴾
[ق: 7].
فالأرض
فراش، وحَرْث للناس، يحرثونها بـأصناف المزروعات والأشجار والفواكه. وفيها معادن
متعددة: معادن سائلة، ومعادن جامدة؛ لمصالح الناس، وتُنبت النبات والمراعي، فالأرض
فيها عبر، قال عز وجل: ﴿وَفِي
ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ﴾
[الذاريات: 20].
وهذه الأمور لم توجد بدون خالق ومدبر، عكس ما يقول الكفرة والملاحدة.