فهذه
لها موجد وخالق، وهو الله سبحانه وتعالى، فهي تدل على عظمة الله الذي خلقها، فهي
آيات كونية فيها عبر ومواعظ ومنافع.
فالله
ذكر السماء والأرض، وهناك آيات أخرى، فهذه مخلوقات الله عز وجل في أرض وسماء،
وكواكب وشمس وقمر.
وأهل
الطبيعة لا يوجد في اعتقادهم أن السماء مبنية، وما يُقِرون بهذا، ويقولون:
«المجموعة الشمسية»، فالشمس هي المركز، والأفلاك والنجوم تدور عليها. وهذا مخالف
للقرآن؛ لأن الشمس كوكب من الكواكب التي تدور في أفلاكها حول الأرض.
وفي
قوله تعالى: ﴿وَإِلَى
ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ﴾ قد يورد بعض الناس إشكالاً على هذا، فيقول: ثَبَت أن
الأرض كُروية الشكل، وأن الأفلاك تدور حول الأرض، وهذا شيء مُشاهَد، ومعروف! وفي
هذه الآية يقول: ﴿وَإِلَى
ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ﴾؟!
نقول:
هذا لا يتنافى مع كونها كروية، والإنسان لا يشعر بكروية الأرض لكبرها وضخامتها.
ثم
قال عز وجل: ﴿فَذَكِّرۡ
إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ﴾،
هذا أَمْر من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، أن يُذكِّر هؤلاء
الكفرة، ويعظهم وينصح لهم، ويُبيِّن لهم ما يصلحهم وما ينفعهم، ويُبيِّن لهم ما هم
قادمون عليه من الجزاء والحساب.
فهذه
وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه مُبَلِّغ عن الله سبحانه وتعالى، فمهمته
التبليغ، قال عز وجل: ﴿فَإِن
تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾
[النحل: 82].
وأما هداية القلوب، فهي بيد الله سبحانه وتعالى؛ لأن القلوب مِلْك لله، لا يسيطر عليها إلاَّ الله، هو الذي يهديها وهو الذي يضلها، وهو الذي يُبَصِّرها وهو الذي يُعميها بسبب كسب أصحابها.