×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

والمراد بـ «الوَتْر» - والله أعلم -: هو الله سبحانه وتعالى؛ لأنه واحد أحد، فرد صمد.

والمراد بـ «الشَّفْعِ»: المخلوقات، فكلها شفع، من ذكر وأنثى، فكل المخلوقات شفع، كلها تتكون من ذكر وأنثى، فهي شفع. وأما «الوَتْر» - وهو الفرد - فهو الله سبحانه وتعالى. وتُقرأ: «الوَتْر» -بفتح الواو-، وتُقرأ: «الوِتْر» - بكسر الواو -.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ» ([1]).

و «الوتر» هو الركعة الواحدة، أو ثلاث ركعات، أو خمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، يوتر بها المسلم من الليل. وأقل الوتر ركعة واحدة، وأدنى الكمال ثلاث، وأعلاه إحدى عشرة، يسلم من كل ركعتين.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى أُمَّتِي الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْمِزْرَ وَالْكُوبَةَ وَالْقِنِّينَ وَزَادَنِي صَلاَةَ الْوَتْرِ» ([2]).

﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ هذا هو القَسَم الرابع، أَقسم الله سبحانه وتعالى بالليل، ففي الليل عبر وآيات؛ حيث يَغشى هذا الكون فيُظْلِم، ويمحو ضوء النهار. وفيه راحة للناس، فينامون فيه، فلو أن الله سبحانه وتعالى جعل الوقت كله نهارًا لتألم الناس، ولو أنه سبحانه وتعالى جعل الوقت كله ليلاً لتألم الناس، ولكنه سبحانه وتعالى جعل لهم الليل والنهار، فالليل ليسكنوا فيه، والنهار ليبتغوا من فضله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا ١٠ وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا[النبأ: 10- 11]، فالنهار معاش من


الشرح

 ([1])أخرجه: الترمذي رقم (453)، وابن ماجه رقم (1170)، وأحمد رقم (1214).

 ([2])أخرجه: أحمد رقم (6547)، والطبراني في «الكبير» رقم (127).