×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قال عز وجل: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ [فصلت: 15].

فأهلكهم الله بألطف شيء، وهو الريح، قال عز وجل: ﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ [فصلت: 16]، جاءتهم الريح، فاقتلعتهم من الأرض.

قال عز وجل: ﴿كَذَّبَتۡ عَادٞ فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ١٨ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِي يَوۡمِ نَحۡسٖ مُّسۡتَمِرّٖ ١٩ تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ [القمر: 18- 20]، تنزع الناس من الأرض - والعياذ بالله -، وترفعهم إلى الجو، ثم تنكسهم على رءوسهم وتدك أعناقهم.

وجاء ذكرهم في آيات أخرى، قال عز وجل: ﴿وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ ٦ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ [الحاقة: 6- 7]، تشبيههم بالنخل دليل على عِظم أجسامهم، لكن ما نفعتهم قوتهم أمام بأس الله سبحانه وتعالى، ولو استعملوا هذه القوة في طاعة الله سبحانه وتعالى كما ذكرهم نبيهم هود عليه السلام، لاستفادوا منها؛ ولكنهم طَغَوا بها واغتروا بها.

قال عز وجل: ﴿إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ، في قوله عز وجل: ﴿إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ، نسبة إلى أبيهم ﴿إِرَمَ، أي: بنو إِرَمَ. وقيل: نسبة إلى البلد التي كانوا فيها، واسمها: ﴿إِرَمَ.

﴿ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ، أي: ذات القوة الهائلة في أجسامهم، وثروتهم. وقيل: ﴿ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ، أي: اسم البلد، فهي مبنية على عمد. ولكن الراجح - والله أعلم - أن هذا وصف للأمة، وليس وصفًا للبلد، وأن المراد بالعماد: القوة التي يعتمدون عليها ويغترون بها.


الشرح