وموصوف
كذلك بأنه يجيء كما في هذه الآية، قال عز وجل: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ﴾،
فكل هذا سيحصل.
فيجيء
الله سبحانه وتعالى مجيئًا يليق بجلاله؛ لأجل فصل القضاء بين عباده.
﴿وَٱلۡمَلَكُ﴾،
أي: وتأتي معه ملائكة السموات، ﴿صَفّٗا صَفّٗا﴾،
كل أهل سماء مصطفين صفًّا واحدًا، يحيطون بالخَلْق من جميع الجوانب، فأهل كل سماء
إذا نزلوا يوم القيامة كانوا صفًّا على حدة محيطين بالأرض ومَن فيها، فيكونون سبعة
صفوف من الملائكة.
﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ﴾،
يُؤْتَى بها، تقودها الملائكة بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك
يقودونها.
عن
ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُؤْتَى
بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ
سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا» ([1]).
ولها
تَغَيُّظ وزفير ﴿إِذَا
رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۢ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظٗا وَزَفِيرٗا﴾ [الفرقان: 12]، ويشاهدها
الناس، قال عز وجل: ﴿لَتَرَوُنَّ
ٱلۡجَحِيمَ ٦ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ﴾
[التكاثر: 6- 7]، وقال عز وجل: ﴿وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ﴾
[النازعات: 36]، أي: أُظهرت للناظرين فرآها الناس عِيانًا؛ لأنها كانت في الدنيا
في أمر الغيب، لا يَعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ولكن نؤمن بها ولا نراها،
وأما في الآخرة، فيُكشف عنها الغطاء، فيَنظر إليها الخَلْق ويراها الناس.
﴿يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ﴾، يتذكر كل إنسان عمله، وما كان قد أسلفه في قديم دهره وحديثه، ويتذكر ما سعى في هذه الدنيا من العمل
([1])أخرجه: مسلم رقم (2842).