×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 الصالح والذي ينجيه من هذه النار. ﴿وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ، أي: يُظْهِر التوبة، ومن أين له التوبة؟! فات وقتها!!

﴿يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي، يتمنى، ﴿قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي، أي: قَدَّمتُ الخير والعمل الصالح في حياتي الدنيا لحياتي في الآخرة. والآخرة حساب ولا عمل.

﴿فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ: ﴿فَيَوۡمَئِذٖ، أي: في هذا الموقف ﴿لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ، ليس أحد أشد عذابًا من تعذيب الله مَن عصاه، يعذبه الله سبحانه وتعالى عذابًا شديدًا.

﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ، أي: ليس أحد أشد قبضًا ووثقًا من الزبانية لمن كفر بربه سبحانه وتعالى، هذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين، فيوثق الكافر بالسلاسل والأغلال - والعياذ بالله -، فيُسحب بها.

ثم إن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ، في هذا اليوم ينادي الله سبحانه وتعالى النفس المؤمنة الثابتة، الدائرة مع الحق، الساكنة بطاعة الله سبحانه وتعالى، تنادى في الآخرة إكرامًا لها، ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ، أي: التي كانت مطمئنة بطاعة الله سبحانه وتعالى وذكره في الدنيا!! فإنها تطمئن في الآخرة عند هذا الهول. بخلاف غيرهم، فإن أنفسهم وأفكارهم تطير من شدة الهول.

﴿ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ، أي: إلى الله سبحانه وتعالى خالقك، ﴿رَاضِيَةٗ، أي: ﴿رَاضِيَةٗ بما أَعَد الله سبحانه وتعالى لكِ، ﴿مَّرۡضِيَّةٗ من الله سبحانه وتعالى.

وهذا نظير قوله سبحانه وتعالى: ﴿جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ [البينة: 8].


الشرح