الصالح والذي ينجيه من هذه
النار. ﴿وَأَنَّىٰ
لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ﴾، أي:
يُظْهِر التوبة، ومن أين له التوبة؟! فات وقتها!!
﴿يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي﴾،
يتمنى، ﴿قَدَّمۡتُ
لِحَيَاتِي﴾، أي: قَدَّمتُ الخير والعمل
الصالح في حياتي الدنيا لحياتي في الآخرة. والآخرة حساب ولا عمل.
﴿فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ﴾: ﴿فَيَوۡمَئِذٖ﴾،
أي: في هذا الموقف ﴿لَّا
يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ﴾،
ليس أحد أشد عذابًا من تعذيب الله مَن عصاه، يعذبه الله سبحانه وتعالى عذابًا
شديدًا.
﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ﴾،
أي: ليس أحد أشد قبضًا ووثقًا من الزبانية لمن كفر بربه سبحانه وتعالى، هذا في حق
المجرمين من الخلائق والظالمين، فيوثق الكافر بالسلاسل والأغلال - والعياذ بالله -،
فيُسحب بها.
ثم
إن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ﴾،
في هذا اليوم ينادي الله سبحانه وتعالى النفس المؤمنة الثابتة، الدائرة مع الحق،
الساكنة بطاعة الله سبحانه وتعالى، تنادى في الآخرة إكرامًا لها، ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ
ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ﴾، أي: التي
كانت مطمئنة بطاعة الله سبحانه وتعالى وذكره في الدنيا!! فإنها تطمئن في الآخرة
عند هذا الهول. بخلاف غيرهم، فإن أنفسهم وأفكارهم تطير من شدة الهول.
﴿ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ﴾،
أي: إلى الله سبحانه وتعالى خالقك، ﴿رَاضِيَةٗ﴾، أي: ﴿رَاضِيَةٗ﴾ بما أَعَد الله سبحانه وتعالى لكِ، ﴿مَّرۡضِيَّةٗ﴾ من الله سبحانه وتعالى.
وهذا نظير قوله سبحانه وتعالى: ﴿جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ﴾ [البينة: 8].