×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الإسلام، وأن الإسلام هو الذي أفقرهم، ويصرحون بهذا في كلماتهم ومؤلفاتهم، ولا ينظرون إلى هذه الآيات الكريمات!!

الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق - كان أحيانًا لا يجد في بيته ما يأكل، فيصبح صائمًا ([1])، وكان يربط الحجر على بطنه من الجوع ([2])، ولو أراد لجُعلتْ جبال الدنيا له ذهبًا، ولكنه صلى الله عليه وسلم آثر أن يشبع يومًا ويجوع يومًا ([3])؛ لعِلمه ما في ذلك من الخير له والقدوة الحسنة لأمته.

ولما بُعِث صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى العالمين، قال الكفار: «ألم يجد الله إلاَّ هذا اليتيم الفقير؟!»، أي: أنهم يستبعدون تخصيصه صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن عليه من بينهم، قالوا: ﴿أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ [ص: 8]، وقال عز وجل: ﴿وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31]، إما من مكة وإما من الطائف، ويعنون: الوليد بن المغيرة من مكة، وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف.

وذلك لأنهم كانوا يزدرون بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ بغيًا وحسدًا، وعنادًا واستكبارًا.

قال عز وجل: ﴿أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ [الزخرف: 32]، أي: ليس الأمر مردودًا إليهم، بل إلى الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى أعلم حيث يجعل رسالته، فإنه لا ينزلها إلاَّ على


الشرح

 ([1])أخرجه: النَّسَائي رقم (2330).

 ([2])أخرجه: مسلم رقم (6).

 ([3])أخرجه: البيهقي في «الشُّعَب» رقم (9925).