الإسلام،
وأن الإسلام هو الذي أفقرهم، ويصرحون بهذا في كلماتهم ومؤلفاتهم، ولا ينظرون إلى
هذه الآيات الكريمات!!
الرسول
صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق - كان أحيانًا لا يجد في بيته ما يأكل، فيصبح
صائمًا ([1])،
وكان يربط الحجر على بطنه من الجوع ([2])،
ولو أراد لجُعلتْ جبال الدنيا له ذهبًا، ولكنه صلى الله عليه وسلم آثر أن يشبع
يومًا ويجوع يومًا ([3])؛
لعِلمه ما في ذلك من الخير له والقدوة الحسنة لأمته.
ولما
بُعِث صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى العالمين، قال الكفار: «ألم يجد الله إلاَّ
هذا اليتيم الفقير؟!»، أي: أنهم يستبعدون تخصيصه صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن
عليه من بينهم، قالوا: ﴿أَءُنزِلَ
عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل
لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ﴾
[ص: 8]، وقال عز وجل: ﴿وَقَالُواْ
لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: 31]، إما من مكة وإما من الطائف، ويعنون:
الوليد بن المغيرة من مكة، وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف.
وذلك
لأنهم كانوا يزدرون بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ بغيًا وحسدًا، وعنادًا
واستكبارًا.
قال عز وجل: ﴿أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [الزخرف: 32]، أي: ليس الأمر مردودًا إليهم، بل إلى الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى أعلم حيث يجعل رسالته، فإنه لا ينزلها إلاَّ على
([1])أخرجه: النَّسَائي رقم (2330).