×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 أزكى الخلق قلبًا ونفسًا، وأشرفهم بيتًا وأطهرهم أصلاً، فاختار محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يَعلم أنه أصلح البشرية لحمل هذه الرسالة العالمية، والله حكيم عليم سبحانه وتعالى.

وقد سأل اليهود النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتابًا من السماء كما نزلت التوراة على موسى مكتوبة، قال عز وجل: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا ٩٠ أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا تَفۡجِيرًا ٩١ أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا ٩٢ أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا[الإسراء: 90- 93].

قال ابن جريج: «سَأَلْوهُ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ صُحُفًا مِنَ اللهِ مَكْتُوبَةً إِلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ وَفُلاَنٍ، بِتَصْدِيقِهِ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ! وَهَذَا إِنَّمَا قَالُوهُ عَلَى سَبِيلِ التَّعَنُّتِ وَالْعِنَادِ، وَالْكُفْرِ وَالإِْلْحَادِ؛ كَمَا سَأَلَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ قَبْلَهُمْ نَظِيرَ ذَلِكَ؛ كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي سُورَةِ سُبْحَانَ».

ففي قوله عز وجل: ﴿أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ [الإسراء: 93]، أي: من ذهب. وأصله الزينة، فهم يريدون بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من ذهب.

وقول الله عز وجل: ﴿أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ [الإسراء: 93]، أي: مكتوبًا فيه إلى كل واحد منهم صحيفة: «هذا كتاب من الله لفلان»، تصبح موضوعة عند رأسه، «آمِن، أَسْلِم»، ولا يأتيهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم لتعاظمهم في أنفسهم.

قال الله سبحانه وتعالى للرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا [الإسراء: 93]، أي: سبحانه وتعالى وتَقَدَّسَ أن يتقدم أحد بين يديه في أمر من أمور


الشرح