سلطانه
وملكوته!! بل هو الفَعَّال لما يشاء: إن شاء أجابكم إلى ما سألتم، وإن شاء لم
يجبكم! وما أنا إلاَّ رسول إليكم أُبَلِّغكم رسالات ربي وأنصح لكم، وقد فعلتُ ذلك،
وأَمْركم فيما سألتم إلى الله سبحانه وتعالى.
فهذه
نظرة الكفار في كل مكان وزمان، ينظرون بمقاييس الدنيا. وكذلك كل مَن تَشَبَّهَ
بالكفار من ضعاف الإيمان.
ثم
قال تعالى: ﴿كَلَّاۖ﴾، ﴿كَلَّاۖ﴾ نَفْي،
أي: ليس الأمر كما زعمتم، أن الإكرام بالتنعيم والإهانة بالتضييق على العبد وتقليل
رزقه، فالإكرام والإهانة لا يدوران على المال وسَعة الرزق والفقر والغنى، بل
بتقديره سبحانه وتعالى، فيوسع على الكافر لا لكرامته، ويضيق على المؤمن لا لهوانه،
إنما يُكْرِم المرءَ بطاعته ويهينه بمعصيته.
ثم
ذَكَر الله سبحانه وتعالى شأن العباد، فقال عز وجل: ﴿كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ ١٧ وَلَا
تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ﴾.
فذَكَر
أنهم يتكبرون على الضعفاء والمساكين، وخصوصًا الأيتام الذين لا عائل لهم، وهم
ضعفاء ويحتاجون إلى لفتة نظر من المجتمع، فاليتيم أحوج ما يكون في تغذيته وتربيته
وإعانته، واليتيم له حق الرحمة والعطف والكفالة، على أقاربه وعلى المجتمع.
عن
أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَيْرُ بَيْتٍ
فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي
الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ» ([1]).
ثُمَّ قَالَ بِأُصْبُعَيْهِ: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» ([2]).
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (3679)، والطبراني في «الكبير» رقم (13434).