وعن
سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَنَا وَكَافِلُ
الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ - وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى»
وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً ([1]).
فكفالة اليتيم فيها أجر عظيم.
وقوله
عز وجل: ﴿بَل
لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ﴾،
فيه أَمْر بالإكرام له، فاليتيم بحاجة إلى الإكرام ورَفْع معنوياته، ولا يُمَنّ
عليه أو يُحْتَقَر، ما قال الله سبحانه وتعالى: «تتصدقون على اليتيم»، بل قال عز
وجل: ﴿تُكۡرِمُونَ
ٱلۡيَتِيمَ﴾، تُكْرِم اليتيم وتَرفع من
معنوياته، وكأنه من الأولاد.
﴿وَلَا تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ﴾، أي: لا تأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين، ويحث
بعضكم بعضًا على ذلك.
و﴿ٱلۡمِسۡكِينِ﴾ هو: الفقير الذي لا شيء له يقوم بأَوَده وكفايته. أو:
عنده شيء قليل من المال.
عن
أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ
الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ
وَالتَّمْرَتَانِ، وَاللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ:
الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ»
([2]).
فالمسكين له حق على الأغنياء وعلى المجتمع، أن يُجْبَر نقصه ويُسَد عَوَزه. وقد أوجب الله سبحانه وتعالى حقًّا في أموال الأغنياء للفقراء والمساكين، قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 60]، وقال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾ [المعارج: 24- 25].
([1])أخرجه: أبو داود رقم (5150)، وأحمد رقم (22820)، والبيهقي في «الشعب» رقم (10514).