×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ - وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى» وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً ([1]). فكفالة اليتيم فيها أجر عظيم.

وقوله عز وجل: ﴿بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ، فيه أَمْر بالإكرام له، فاليتيم بحاجة إلى الإكرام ورَفْع معنوياته، ولا يُمَنّ عليه أو يُحْتَقَر، ما قال الله سبحانه وتعالى: «تتصدقون على اليتيم»، بل قال عز وجل: ﴿تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ، تُكْرِم اليتيم وتَرفع من معنوياته، وكأنه من الأولاد.

﴿وَلَا تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ، أي: لا تأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين، ويحث بعضكم بعضًا على ذلك.

و﴿ٱلۡمِسۡكِينِ هو: الفقير الذي لا شيء له يقوم بأَوَده وكفايته. أو: عنده شيء قليل من المال.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَاللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ: الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ» ([2]).

فالمسكين له حق على الأغنياء وعلى المجتمع، أن يُجْبَر نقصه ويُسَد عَوَزه. وقد أوجب الله سبحانه وتعالى حقًّا في أموال الأغنياء للفقراء والمساكين، قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ[التوبة: 60]، وقال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ [المعارج: 24- 25].


الشرح

 ([1])أخرجه: أبو داود رقم (5150)، وأحمد رقم (22820)، والبيهقي في «الشعب» رقم (10514).

 ([2])أخرجه: البخاري رقم (4539)، ومسلم رقم (1039).