وقوله
تعالى: ﴿وَلَا
تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ﴾،
أي: ولا تتواصون بهم، ولا تحثون على الصدقة عليهم والإحسان إليهم. وأما الغفلة
عنهم وتركهم، فهذا مذموم ويوجب العقوبة من الله سبحانه وتعالى.
﴿وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا﴾،
﴿ٱلتُّرَاثَ﴾ هو: الميراث الذي يُورَث عن الميت. فهم يأكلون مال الميت،
وربما يَحرمون منه الصغار والضعفاء!! فإنهم كانوا لا يُورِّثون النساء والصبيان،
ويأكلون أنصباءهم ويأكلون كل ما تركه المُورِّث من المال.
وجاء
الإسلام بمنع هذا، فجعل للمرأة نصيبًا، وجعل للصبي الصغير نصيبًا من الميراث.
﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا﴾،
أي: حبًّا كثيرًا مما زاد بعضهم فحشًا، وهذا من طبيعة الإنسان، قال عز وجل: ﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ
ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ﴾
[العاديات: 8]، فـ ﴿ٱلۡخَيۡرِ﴾ هو المال.
وحب
المال غريزة في الإنسان، ولكن ينبغي ألاَّ يَحمله حب المال على أخذ غير حقه،
ومَنْع الحق الذي أوجبه الله سبحانه وتعالى فيه من الحقوق للفقراء والمساكين
والأقارب. وأما الحب الطبيعي، فهذا لا يلام عليه الإنسان إذا لم يَحمله على أخذ
المال بغير الحق أو منع الحقوق التي في ماله.
ثم
ذَكَر الله سبحانه وتعالى نهاية هذه الدنيا بما فيها، والانتقال إلى الدار الآخرة؛
من أجل أن يتذكر الناس هذه الأحوال، وألا يقعوا في هذه الصفات الذميمة، ويغفلوا عن
الآخرة، وتلهيهم أموالهم عن الآخرة، كما هو عليه كثير من الناس!!
حتى إنهم يسمعون الأذان، والمساجد مفتحة الأبواب وقريبة منهم، ولا يذهبون إلى المساجد، ويقولون: «إن صلاة الجماعة سُنة، وليست