ثم
فَخَّمها الله سبحانه وتعالى، فقال عز وجل: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ﴾
أي: أي شيء أعلمك أيها الرسول، ﴿مَا ٱلۡعَقَبَةُ﴾؛
لعِظم شأنها.
فالطاعة
شاقة، وتحتاج إلى اقتحام وارتفاع وصعود، وإلا فسيظل في أسفل شيء.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى اقتحامها بماذا يكون، فقال: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾،
فهذا اقتحام العقبة، وهو التصدق، فالمال غالٍ على النفوس، صَعْب على الإنسان
إخراجه، والعجيب أنه صعب إخراجه في الطاعة، وسَهْل إخراجه في الشهوات والمحرمات!!
فالإنسان سهل عليه أن يفقد أموالاً في اللهو واللعب والشهوات، فيفقد الملايين والمليارات!
وإذا كان مبلغًا بسيطًا في سبيل الخير، يصعب عليه!!
و﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾، بمعنى أنه يعتقه من الرِّق تقربًا إلى الله سبحانه
وتعالى. وعِتق الرقاب من الرق من أفضل الأعمال الجليلة. أو إذا كان الرقيق مكاتبًا
لسيده، فإنه يُعِينه على دَين الكتابة حتى يُعْتَق.
فعتق
الرقبة يشمل أن يعتقها هو، وأن يساعد في عتقها. وكذلك من فك الرقاب: فداء الأسرى
من أيدي المشركين إذا كان مسلمًا.
﴿أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ﴾، أي: مجاعة. والإطعام في حال المجاعة وعند الحاجة أفضل
وأشق على النفوس.
وفي
الآية: أن المسلم يتحرى بصدقته أهل الحاجة، ومَن هم أشد حاجة، وعند حدوث المجاعات.
﴿يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ ١٥ أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ﴾،
فالصدقة تكون على القريب المحتاج أفضل لأنها صدقة وصلة، ولا سيما اليتيم الذي
فَقَد أباه دون سن البلوغ.
﴿ثُمَّ كَانَ﴾، هذا الإنسان، ﴿مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، بالله سبحانه وتعالى الإيمان