﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ﴾ [العصر: 3]، أي: أوصى بعضهم بعضًا بالحق.
ولما
كان الذي يوصي بالحق ويدعو إلى الله سبحانه وتعالى - يُؤْذَى، ويجد من أصحاب
الشهوات والشبهات أنهم يؤذونه ويضايقونه، فإنه يحتاج إلى صبر ليستمر فيحتاج إلى
صبر واستمرار.
قال
عز وجل: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر: 3]، كما في سورة
«العصر»، وهنا يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾.
وذلك
لأن الإيمان يحتاج إلى صبر؛ لما فيه من الاعتقادات والأقوال، والدعوة إلى الله
سبحانه وتعالى، وما فيه من الأعمال، فيحتاج إلى صبر.
*والصبر
على ثلاثة أنواع:
1-
صَبْر على طاعة الله سبحانه وتعالى؛ لأن الطاعة شاقة تحتاج إلى صبر.
2-
صَبْر عن الشهوات؛ لأن النفس تنازع إلى الشهوات المحرمة، بالإضافة إلى دُعاة
الضلال الذين يحرضونه على الشر، فيحتاج إلى صبر عن محارم الله.
3-
صَبْر على أقدار الله المؤلمة، فإذا أصابته مصيبة تؤلمه في نفسه أو في أهله أو في
أقاربه أو في ماله، فإنه يصبر على ما أصابه.
﴿فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣ أَوۡ
إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ ١٤ يَتِيمٗا
ذَا مَقۡرَبَةٍ ١٥ أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا
مَتۡرَبَةٖ ١٦ ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ﴾،
فلابد من الصبر على هذه الأمور؛ لأن الذي يقتحم العقبة يحتاج إلى صبر.
ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى عاقبة هؤلاء الذين اقتحموا العقبة، وأعتقوا الرقاب، وفكوا الأسرى، وتصدقوا على المحتاجين من اليتامى والمساكين، بَيَّن