والتزكية
المراد بها التطهير. ويراد بها النماء والزيادة. فتزكية النفس تكون بطاعة الله عز
وجل، والعبد سبب في تزكيتها.
وتزكية
النفس على قسمين:
القسم
الأول: قسم منهي عنه: قال عز وجل: ﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ﴾ [النجم: 32]، ومعناه: الذي يمدح نفسه ويكملها بالمدح،
فلا يجوز أن يمدح الإنسان نفسه، قال عز وجل: ﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ﴾ [النجم: 32].
وقال
الله عز وجل: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ
وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا﴾
[النساء: 49].
القسم
الثاني: أن يزكي نفسه بطاعة الله سبحانه وتعالى وبعبادته،
ويرفعها عن الدنايا والخسائس والانحطاط، ويرفع نفسه عن السفهاء والفسقة وعن مجالس
السوء.
﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا﴾،
نَسَب التزكية إلى صاحبها.
﴿وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا﴾،
نَسَب التدسية والتزكية إلى صاحبها، فهو الذي يرفعها أو يخفضها بأفعاله واختياره
وإرادته، والله عز وجل يُيَسِّر له الخير ويُيَسِّر له الشر.
﴿أَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا﴾،
أي: ألهمها الله فجورها وتقواها.
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا
مِنْ مَوْلُودٍ إلاَّ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ
يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً
جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟».
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ﴾ [الروم: 30] ([1]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (1358)، ومسلم رقم (2658).