×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فالتربية إن كانت صالحة صَلحت النفس وصلح الإنسان، وإن كانت التربية سيئة فسد الإنسان وفسدت النفس، فلابد من بذل الأسباب من الوالدين في الصغر، ومن الإنسان نفسه إذا كَبِر وعَقَل.

﴿فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا، مثل قوله عز وجل: ﴿وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ [البلد: 10]، أي: بَيَّنَّا له طريق الخير وطريق الشر، فقد بَيَّن الله سبحانه وتعالى له طريق الفجور وطريق التقوى، وأعطاه القدرة والاختيار لأن يسلك أي السبيلين، والله عز وجل يجازيه على ذلك، فالجزاء من جنس العمل.

لكن مَن عَلِم الله سبحانه وتعالى فيه الخير وفقه إلى الخير، ومَن عَلِم فيه الشر وفقه إلى الشر عقوبة له.

فأنت مع نفسك، اختر لها أي الطريقين، وستُجزى بما تعمل لنفسك، قال عز وجل: ﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ [فصلت: 46].

ثم ذَكَر سبحانه وتعالى أمة من الأمم الكافرة، وهي أمة ثمود، فقال عز وجل: ﴿كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَآ، وثمود أمة كافرة من الأمم البائدة التي أهلكها الله عز وجل، تسمى بلادها: «وادي القرى»، وهو معروف بهذا الاسم، وهو على طريق أهل الحجاز إذا ذهبوا إلى الشام.

فثمود كانت تسكن في هذا الوادي، وهو وادٍ خِصْب، فيه مياه عذبة، وفيه نخيل وفيه مزارع وفيه قوة، وكانت هذه الأمة تعيش فيه عيشة غنية كريمة؛ لأنه وادٍ خصب، لكنهم كفروا بالله عز وجل، وأشركوا به وعبدوا الأصنام، وما شكروا الله عز وجل على نعمته وعلى ما هم فيه من رغد العيش وخصوبة البلاد، وأعطاهم الله قوة فصاروا يبنون في السهول القصور، وينحتون الجبال بيوتًا يسكنونها.


الشرح