ولا
تَزال بيوتهم باقية إلى الآن منحوتة في الجبال عبرة، قال عز وجل: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ
خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾ [النمل:
52].
ولا
يجوز السفر للفرجة إليها، لكن إذا مر الإنسان بها في طريقه ونظر إليها من باب
الاعتبار والاتعاظ؛ فلا حرج في ذلك.
قال
الله عز وجل: ﴿أَفَلَمۡ
يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن
قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا
تَعۡقِلُونَ﴾ [يوسف: 109].
فينظر
إليها نظر اعتبار وخوف واتعاظ، ولا ينظر إليها نظر إعجاب؛ لأنها آثار كفار طغاة،
فكيف تُعْجَب بآثار الكفار والطغاة؟!
عن
ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَرَّ
بِالحِجْرِ فِي طَرِيقِهِ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ لأَِصْحَابِهِ: «لاَ
تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إلاَّ أَنْ تَكُونُوا
بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ» ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ
وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ ([1]).
أما
الذي يَدخل هذه الديار وهو مُعْجَب بها، فحَرِيّ به أن يصاب بقسوة القلب.
وأما
الذي يَدخلها ويمر بها خائفًا ومعتبرًا، فهذا يستفيد منها، قال عز وجل: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ
خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾
[النمل: 52].
﴿فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ﴾، أي: احذروا ناقة الله عز وجل، ﴿وَسُقۡيَٰهَا﴾، أي: احذروا يومها الذي لها، لا تعتدوا عليها فيه!!
([1])أخرجه: البخاري رقم (433)، ومسلم رقم (2980).