×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ولا تَزال بيوتهم باقية إلى الآن منحوتة في الجبال عبرة، قال عز وجل: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ[النمل: 52].

ولا يجوز السفر للفرجة إليها، لكن إذا مر الإنسان بها في طريقه ونظر إليها من باب الاعتبار والاتعاظ؛ فلا حرج في ذلك.

قال الله عز وجل: ﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ[يوسف: 109].

فينظر إليها نظر اعتبار وخوف واتعاظ، ولا ينظر إليها نظر إعجاب؛ لأنها آثار كفار طغاة، فكيف تُعْجَب بآثار الكفار والطغاة؟!

عن ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَرَّ بِالحِجْرِ فِي طَرِيقِهِ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ لأَِصْحَابِهِ: «لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ» ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ ([1]).

أما الذي يَدخل هذه الديار وهو مُعْجَب بها، فحَرِيّ به أن يصاب بقسوة القلب.

وأما الذي يَدخلها ويمر بها خائفًا ومعتبرًا، فهذا يستفيد منها، قال عز وجل: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ [النمل: 52].

﴿فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ، أي: احذروا ناقة الله عز وجل، ﴿وَسُقۡيَٰهَا، أي: احذروا يومها الذي لها، لا تعتدوا عليها فيه!!


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (433)، ومسلم رقم (2980).