×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

والله جل جلاله لا يُضِيع عمل العامل، وهذا وَعْد من الله سبحانه وتعالى أنه سييسره لليسرى، وهي الطريقة السهلة السمحة، كما أنه يَسَّره على الناس فإن الله سبحانه وتعالى ييسر له الخير، والجزاء من جنس العمل.

وعلى النقيض من ذلك، قال عز وجل: ﴿وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ، بَخِل بالمال الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى، فحَبَس الزكاة وحَبَس الحقوق الواجبة عليه، واستغنى عن الله سبحانه وتعالى واستغنى عن الأجر والثواب، وذلك بزعمه أن هذا المال يكفيه عن الله جل جلاله.

قال عز وجل: ﴿وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ، كَذَّب بوعد الله، وكَذَّب بالجنة، وكذب بـ «لا إله إلاَّ الله».

قال عز وجل: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ، فكُلٌّ مُيَسَّر لِما خُلِق له.

وهذا فيه: الإيمان بالقضاء والقدر.

وفيه: أن الإنسان لا يكتفي بالإيمان بالقضاء والقدر، بل عليه أن يعمل، ولا يقول: «أنا أتبع القضاء والقدر»؛ لأن هذا هو مذهب الجبرية الضُّلاَّل وغيرهم، الذين يعتمدون على القضاء والقدر ولا يعملون!! أما مذهب أهل السُّنة والجماعة: فإنهم يؤمنون بالقضاء والقدر، ويَعملون الأسباب التي يَقدرون عليها ولا يتكلون على القضاء والقدر.

عن عليّ رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الأَرْضَ، فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ العَمَلَ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ


الشرح