من
يشاء، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا
فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم
بِهِۦ كَٰفِرُونَ ٣٤ وَقَالُواْ
نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ٣٥ قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ
وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٣٦ وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ
أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ
وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ
فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ﴾
[سبأ: 34- 37].
عن
أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَاتَ
الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ: مِنْ
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو
لَهُ» ([1]).
بَدَأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة الجارية، يُخْرِجها من ماله وهو على قيد
الحياة، وتستمر بعد موته، ويَجري ثوابها له بعد موته، بأن وقف أوقافًا، أو أقام
مشاريع خيرية تنفع المحتاجين أو بنى مساجد أو مدارس، فهذا يَجري عليه أجره بعد
موته ولا ينقطع، ما دامت هذه الصدقة مستمرة فإن الأجر مستمر.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى أن الإنسان ليس بيده شيء من ذلك ولا هو الذي يهدي نفسه،
بل إنما هذا بيد الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿إِنَّ عَلَيۡنَا لَلۡهُدَىٰ﴾، فالهدى بيد الله جل جلاله، لكن الهدى له سبب من العبد
بالعمل الصالح والحركة في الخير، فالإنسان يعمل إما في الخير وإما في الشر.
فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى، وهي: هداية التوفيق وهداية الدلالة والإرشاد، فكلها من الله سبحانه وتعالى. فالله سبحانه وتعالى هدى الخلق وأرشدهم ودلهم، والله سبحانه وتعالى وفقهم. فالدلالتان كلتاهما بيد الله سبحانه وتعالى، لكن دلالة الإرشاد يملكها العباد، فيَدْعُون إلى الله جل جلاله، فهذه هداية دلالة وإرشاد، يَقدر عليها
([1])أخرجه: مسلم رقم (1631).