×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الإنسان، وهي عمل صالح، أو العكس، يدعو إلى الشر، ويدعو إلى النار والشهوات، ويدعو إلى المعاصي والضلال والانحراف.

﴿وَإِنَّ لَنَا لَلۡأٓخِرَةَ وَٱلۡأُولَىٰ، الدنيا والآخرة بما فيهما لله سبحانه وتعالى، فهو: المالك المطلق الذي يَملك الدنيا والآخرة.

فكما أنه سبحانه وتعالى يَملك الهداية، فإنه يَملك الآخرة والأولى. والأملاك التي بأيدي الناس تَئُول إلى الله جل جلاله، قال عز وجل: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَرِثُ ٱلۡأَرۡضَ وَمَنۡ عَلَيۡهَا وَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ [مريم: 40]، وإنما هذا المال عارية عند الإنسان، وابتلاء وامتحان لهذا الإنسان، كيف يتصرف فيه؟

ثم قال عز وجل: ﴿فَأَنذَرۡتُكُمۡ، أي: حَذَّرتُكم، ﴿نَارٗا، أتى الله سبحانه وتعالى بها نكرة للتعظيم والتهويل، ﴿تَلَظَّىٰ، أي: تشتعل ولا تنطفئ، فهي دائمًا تتوقد، قال عز وجل: ﴿نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ [الهمزة: 6]، دائمًا تتوقد وتستعر!! فهي ليست مثل نار الدنيا تنطفئ وتذهب، بل هي نار عامرة دائمًا وأبدًا.

﴿لَا يَصۡلَىٰهَآ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى، فالأشقى من العباد هو الذي يصلى النار، أي: يقاسي حرها وصَلْيها، يَدخلها الكافر والمشرك ويُخَلَّد فيها. ويدخلها العاصي من الموحدين بمعصيته، ويذوق عذابها ويبقى فيها إلى ما شاء الله سبحانه وتعالى، ثم إنه يَخرج منها إلى الجنة بعد التمحيص والتطهير، كما صحت بذلك الأحاديث ([1]).

قال عز وجل: ﴿لَا يَصۡلَىٰهَآ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى، إما شقاوة مطلقة بالنسبة للكفار والمشركين، أو شقاوة محددة مؤقتة بالنسبة لعصاة الموحدين كما دلت على ذلك الأحاديث.


الشرح

 ([1])انظر: صحيح البخاري رقم (806)، وصحيح مسلم رقم (182).