ولذلك
يجب إكرام اليتيم والإنفاق عليه، وجبر يتمه.
و
«اليتيم من الآدميين» هو: مَن مات أبوه وهو دون البلوغ. أما إذا بلغ فإنه
قد زال اليُتْم.
عن
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: «لاَ يُتْمَ بَعْدَ احْتِلاَمٍ، وَلاَ صُمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ»
([1]).
وأما
«اليتيم من البهائم» فهو: مَن ماتت أمه وهو صغير.
﴿فَلَا تَقۡهَرۡ﴾، بل أكرمه واعطف عليه، وتَذَكَّرْ حالك يوم أن كنت
يتيمًا! فآوِ اليتيم لأنه فاقد لعطف وتربية الأب والقيام عليه.
وهذا
عامٌّ للمسلمين في أن يُحْسِنوا إلى اليتامى، إن لم يكن لهم أموال فإنهم ينفقون
عليهم. وإذا كان لهم أموال فيحافظون عليها وينفقون عليهم منها حتى يَكْبَروا، فمن
الإحسان لليتيم حِفظ ماله إذا كان له مال، حتى يُسَلَّم إليه عند بلوغه ورشده، ولا
يَضيع ماله وهو يتيم، فهو لا يستطيع حفظ نفسه وكذلك لا يستطيع حفظ ماله.
قال
عز وجل: ﴿وَأَمَّا
ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ﴾،
﴿ٱلسَّآئِلَ﴾ هو: مَن يَسأل للحاجة والفقر، فيُعْطَى.
عن
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِلسَّائِلِ
حَقٌّ وَلَوْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ» ([2]).
وقال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ
فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾
[المعارج: 24- 25].
فإذا لم تَقدر على إعطائه فقل له قولاً طيبًا، ولا تنهره ولا تزجره، بل اعطف عليه.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2873)، والطبراني في «الكبير» رقم (3502).