×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ، فمن صفات الله سبحانه وتعالى الخلقُ وتَفَرُّد الله به، فلا أحد يَخلق أبدًا، ولا يستطيع أحد أن يَخلق ذَرة ولا ذبابة، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡ‍ٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ [الحج: 73].

وكل علماء الطب وأهل الاختراع لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابة؛ لأن الخلق من خصائص الله وصفات الله سبحانه وتعالى.

والذي يَخلق هو الذي يستحق العبادة، قال عز وجل: ﴿أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [النحل: 17]، وقال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ [النحل: 20].

فهذا من براهين التوحيد، أنه لا يَخلق إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فله الخَلْق والأمر، قال عز وجل: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأعراف: 54]، فإذا كان له سبحانه وتعالى الخلق فله الأمر، أي: الشرع والأمر والنهي. وأما غيره فليس له أمر ولا يَستحق العبادة.

وقوله عز وجل: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ، عام، أي: خَلَق كل المخلوقات.

ثم إنه سبحانه وتعالى خص الإنسان، فقال عز وجل: ﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ، أي: جنس الإنسان، ﴿مِنۡ عَلَقٍ، أي: من دم؛ لأن النطفة حينما تُقذف في رحم المرأة تبقى أربعين يومًا نطفة، ثم تتحول إلى علقة، تَعْلَق في الرحم، أي: إن هذا المَنِيّ يتحول إلى دم، ثم إن هذا الدم يتحول إلى مضغة، وهي قطعة لحم، ثم إن هذه المضغة تُخلق فيها الأعضاء والسمع والبصر والعصب، ثم يُنفخ فيه الرُّوح في الأربعين يومًا الثالثة، فيصبح حيًّا بعد أن كان ميتًا، وتدب فيه الرُّوح ويتحرك، وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى.


الشرح