×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وقوله عز وجل: ﴿أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ، أي: رأى نفسه. وإلا فهو ما استغنى عن الله سبحانه وتعالى، ولكنه رأى من نفسه أنه استغنى.

ثم تَوَعَّدَ سبحانه وتعالى هذا الإنسان، فقال عز وجل: ﴿إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ، أي: الرجوع إليه يوم القيامة، وسيُجازِي هذا الإنسان الكفور الذي لم يعترف بنعم الله سبحانه وتعالى وطغى. و«الطغيان» هو: مجاوزة الحد. فالإنسان قد تجاوز حده، و«كل شيء تجاوز حده، انقلب إلى ضده» كما في المثل.

والمفروض أن الإنسان إذا تَعَلَّمَ العلم فإنه يتواضع؛ لأن العلم يُكسبه التواضع، به يُعَرِّف العبد بالله، ويُعَرِّف العبد بحالته وضعفه، فيتواضع لله، ويتواضع لعباد الله.

لكن هناك مِن الناس مَن يخرج عن هذا إلى الطغيان والإعجاب بنفسه والكِبْر وغير ذلك.

ثم قال عز وجل: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ، سبب نزول هذه الآيات: أن أبا جهل قَبَّحه الله لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة - هدده بأن يقتله إن عاد للصلاة؛ ليمنعه من الصلاة ومن عبادة الله سبحانه وتعالى.

﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ، أي: محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿إِذَا صَلَّىٰٓ وهل الصلاة ذنب؟ لا، بل هي عبادة، وهي الواجب على الإنسان، فلا ذنب للرسول صلى الله عليه وسلم إذا صلى، وهذا الإنسان الكافر لا يريد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلي، وهذا من الطغيان!!

فقال أبو جهل: «واللاتِ والعُزَّى، لئن رأيتُه يصلي كذلك، لأطأن على رقبته، ولأُعفرن وجهه في التراب».

فعاد الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة، فجاء أبو جهل ليُنفذ تهديده، فمَنَع الله سبحانه وتعالى رسوله بالملائكة، ولم يستطع، وقريش في دار الندوة


الشرح