×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ينظرون إليه ماذا يصنع، فشاهدوه قد تقهقر، وصار يَدفع بيده شيئًا لا يرونه، فلما سألوه قال لهم: «رأيت نهرًا من النار بيني وبين محمد، ورأيت أهوالاً!!» فخاف على نفسه، وقريش تنظر إليه، وحَمَى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من كيده!!

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ فَقِيلَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إلاَّ وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ دَنَا مِنِّي لاَخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا» ([1]).

قال عز وجل: ﴿أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ، أي: محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ، ومعناه: إنك أنت أيها الكافر على الضلال، وهو على الهدى، فهل الذي على الهدى يُمْنَع؟!

﴿أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ، يأمر بتقوى الله سبحانه وتعالى، فهو على هدى من الله ويأمر بطاعة الله. وأما أنت أيها الكافر، فأنت على ضلال، وتأمر بالكفر - والعياذ بالله - فشتان بينكما!

ثم قال سبحانه وتعالى عن أبي جهل: ﴿أَرَءَيۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ، أي: أبو جهل كَذَّب بالحق، وكَذَّب رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، وتولى عن العمل فلم يعبد الله سبحانه وتعالى.


الشرح

 ([1])أخرجه: مسلم رقم (2797).