﴿أَرَءَيۡتَ إِن كَذَّبَ﴾، أي: بالقول، ﴿وَتَوَلَّىٰٓ﴾،
أي: بالفعل. فجَمَع بذلك بين الجريمتين: الكذب والتولي، في مقابل مَن كان على
الهدى، وأَمَر بالتقوى. والفرق بينهما واضح.
قال
عز وجل: ﴿أَلَمۡ
يَعۡلَم﴾، هذا الكافر الطاغية، ﴿بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ﴾، أي: أن الله سبحانه وتعالى يرى ما يفعل ويَطلع عليه،
وأن الله سبحانه وتعالى ليس بغائب عنه.
﴿أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ﴾ صنيعه، وكفره ونهيه لعبده ورسوله عن طاعة الله سبحانه
وتعالى.
ثم
إن الله هدده، فقال عز وجل: ﴿كَلَّا﴾، وهي كلمة
ردع وزجر، ﴿لَئِن
لَّمۡ يَنتَهِ﴾، ينتهي عن جرمه وتهديده
لرسولنا صلى الله عليه وسلم، ﴿لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ﴾،
وهي مقدمة رأسه، يقاد بها ويُلْقَى في جهنم، ﴿فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ﴾
[الرحمن: 41].
﴿لَنَسۡفَعَۢا﴾،
«السَّفْع»، معناه: الأخذ والدفع بشدة، ويقاد بناصيته إهانة له.
﴿نَاصِيَةٖ﴾، أي:
ناصية أبي جهل، ﴿كَٰذِبَةٍ
خَاطِئَةٖ﴾، فهي كاذبة في القول، خاطئة
في العمل.
ثم
قال سبحانه وتعالى مهددًا له: ﴿فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ﴾،
أي: المجتمع الذي ينتسب إليه، ويهدد رسول الله صلى الله عليه وسلم به ويقول: «أنا
سأدعو نادي قريش، وأستعين بهم».
وبَيَّن الله أنه إذا دعا ناديه، فماذا يصنع الله به فقال عز وجل: ﴿سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ﴾، ﴿ٱلزَّبَانِيَةَ﴾ هم ملائكة العذاب. فما الفرق بين نادي قريش وبين الزبانية؟ الفرق لا يتصوره أحد ولا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى. أي: سندعو ملائكة العذاب لتأخذه.