وعَشْر
سنوات في المدينة، فعلى مدار ثلاث وعشرين سنة ينزل القرآن على الرسول حَسَب
الوقائع والحوادث، يُبَيِّن أحكامها وتفاصيلها.
فمعنى
قوله سبحانه وتعالى: ﴿شَهۡرُ
رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾
[البقرة: 185]، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ﴾:
أنه قد ابتُدئ نزول القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر، ثم توالى نزوله على رسول
الله صلى الله عليه وسلم، حتى تكامل في آخر حياته صلى الله عليه وسلم.
وبعض
القرآن يسمى قرآنًا، والآية الواحدة تسمى قرآنًا، والسورة تسمى قرآنًا. فيطلق
القرآن على كل القرآن، ويطلق على بعضه أنه قرآن.
ثم
إن الله سبحانه وتعالى عَظَّم من شأن هذه الليلة، فقال عز وجل: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا
لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ﴾، تفخيم
لها.
ثم
بَيَّن سبحانه وتعالى ذلك، فقال عز وجل: ﴿لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾، أي: أن العمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر.
وهذا يدل على فضلها؛ ولذلك سُميت بليلة القدر، وسُميت بالليلة المباركة.
و﴿أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾، يتكون منها ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، كلها إذا
قضاها الإنسان في العمل الصالح، فإن العمل في هذه الليلة يعادل عمل ألف شهر! وهذا
فَضْل عظيم لمن وفقه الله سبحانه وتعالى ! ولكن المحروم منها لا يُلْقِي لها بالاً
ولا يَلتفت إليها، وتمر عليه كسائر الليالي ولا يستفيد منها! ثم إنهم اختلفوا في
أي ليلة هي من رمضان، على أقوال كثيرة:فقيل: إنها أول ليلة من رمضان. وقيل: إنها
آخِر ليلة.
وقيل: إنها ليلة السابع عشر. وقيل: إنها ليلة الحادي والعشرين. وقيل: إنها ليلة الثالث والعشرين. وقيل: إنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وهذا القول هو أرجح الأقوال.