وفي
رواية: قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ
وَأَصْحَابِي» ([1]).
ولهذا
سُميت بالفرقة الناجية؛ لأنها نجت من الضلال ومن النار، فأهل السُّنة والجماعة هم
الفرقة الناجية.
فأهل
الكتاب من اليهود والنصارى لم يتفرقوا عن جهل، بل قامت عليهم الحُجة؛ ولذلك نهانا
الله سبحانه وتعالى عن أن نتفرق مثلهم، قال عز وجل: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ
مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [آل عمران: 105].
فالاختلاف
من طبيعة البشر، وخصوصًا الاختلاف في الاجتهاد والاستنباط، ولكن يُحْسَم هذا
الاختلاف بالرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
فمَن كان على الدليل يؤخذ بقوله، ومَن خالف الدليل يُترك قوله، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
فالرد
إلى الله سبحانه وتعالى هو الرد إلى كتابه، وهو القرآن. والرد إلى الرسول صلى الله
عليه وسلم في حياته - يرجع إليه صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته يرجع إلى سُنته
التي تَرَكها لنا وتَرَكَنا عليها.
فإذا اختلفنا فإننا نَعرض اختلافنا على كتاب الله سبحانه وتعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما شهد له الكتاب والسُّنة فهو حق، وما خالف الكتاب والسُّنة فهو خطأ، لا يجوز الأخذ به وإن قال به عالم من العلماء.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2641).