×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ولو أنه فَعَل الخيرات والطاعات، لكنه لا يصلي ولا يؤدي الزكاة، فليس بمسلم؛ لهذا قاتل أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه مانعي الزكاة، وهم يَشهدون أَنْ لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، ويُصَلُّون.

قال أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه: «وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا!!» ([1]). فقاتلهم رضي الله عنه حتى أخضعهم لحكم الله سبحانه وتعالى.

قال عز وجل: ﴿وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ، أي: مَن عَبَد الله سبحانه وتعالى مخلصًا له الدين، وأقام الصلاة وأدى الزكاة؛ فإنه على دين القيمة، أي: الملة القَيِّمة المستقيمة.

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى جزاء الفريقين: جزاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين، وجزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فقال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ، وهم: اليهود والنصارى، كفروا وهم أهل الكتاب؛ لأنهم لم يتبعوا الكتاب ولم يعملوا بما فيه، ﴿وَٱلۡمُشۡرِكِينَ، وهم: عبدة الأوثان من الأشجار والأحجار، والنار الذين ليس لهم كتاب.

ولم يُفَرِّق الله سبحانه وتعالى بين أهل الكتاب والمشركين! في حين أننا نجد أن بعض معاصرينا ممن يدعي العلم والثقافة يقول: هناك فَرْق بين أهل الكتاب والمشركين في الجزاء.

ونقول: نعم، هناك بعض الفروق من جهة الأحكام الشرعية، لكن من جهة الجزاء عند الله سبحانه وتعالى لا فرق بينهم، فكلهم كفار، وكلهم من أهل النار؛ لأنهم لم يعملوا بما في الكتاب فصاروا من أهل النار.


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (1400)، ومسلم رقم (20).