×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ﴿جَهَنَّمَ طبقة من طبقات النار - والعياذ بالله -؛ لأن النار دركات، كما أن الجنة درجات، فالجنة علو وارتفاع، وأما النار فهي انخفاض وسَفَال؛ كما قال عز وجل: ﴿ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ[التين: 5]، وقال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ [النساء: 145].

﴿خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ، باقين فيها أبد الآباد، - والعياذ بالله -، فهم في عذاب شديد، لا طمع لهم في النجاة والخروج منه؛ جزاء على كفرهم، والسبب أنهم كفروا. والحُكْم إذا قُرِن بوصف دل على أن هذا الوصف علة ذلك الحكم.

ثم قال عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ، أي: الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ﴿هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ، أي: شر الخليقة.

فدَعْك من قولهم: «إن اليهود والنصارى - الآن - تَحَضَّروا، وتقدموا وتَرَقَّوا، وصار لهم شأن في هذه الدنيا»، فكل هذا لا ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى، فهم خالدون في النار، ولا ينفعهم ما حصلوا عليه في الدنيا من المخترعات والصناعات والثروات.

أما الآن فبعض الناس يمدحونهم ويقولون: «إنهم أخيار الناس؛ لأنهم تقدموا ولأنهم تَحَضَّروا»، فهم يستدلون على خيريتهم بما هم عليه من زَهْرة الدنيا!! ولكن الله جل جلاله قال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ؛ لأنهم لم يعملوا بالكتاب ولم يستفيدوا منه.

فالمسألة ليست بالانتساب إلى الدين أو الانتساب إلى الصالحين، ولكن المسألة مسألة عمل!


الشرح