×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([1]).

ثم قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ، اتبعوا كل الأنبياء، خصوصًا خاتمَ النبيين محمدًا صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به، وواصلوا العمل والإيمان.

﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ، فخير البرية هم المؤمنون. وأما الكفار فهم شر البرية برغم ما هم عليه من التقدم والحضارة والازدهار الدنيوي. والذين آمنوا وعملوا الصالحات، وإن لم يكن معهم مال ولا زهرة دنيا ولا حضارة ولا تقدم - هم خير البرية، وفوق الخلق عند الله سبحانه وتعالى، وذلك دون النظر إلى نسبهم ودون النظر إلى ثروتهم، فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى هذا، بل ينظر إلى عملهم.

﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ، فليس كل عمل يُقبل، وإنما عمل الصالحات الموافقة للكتاب والسُّنة، مع الإخلاص لله سبحانه وتعالى. فالعمل لا يكون صالحًا إلاَّ إذا كان خالصًا لله سبحانه وتعالى، وموافقًا لكتاب الله سبحانه وتعالى وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

قال عز وجل: ﴿جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ، ليست جنة واحدة، وإنما جنات متعددة، ﴿عَدۡنٖ، أي: إقامة. يقال: عَدَن في المكان، أي: إذا أقام فيه ([2]) فهم مقيمون فيها لا يرحلون منها، ولا تؤخذ منهم ولا يؤخذون منها، باقية مستمرة في نعيم وفي سرور.


الشرح

 ([1])أخرجه: مسلم رقم (2699).

 ([2])انظر: مقاييس اللغة (4/ 248)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 192)، وتاج العروس (35/ 381).