×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فقال له عبد المطلب: «أَنَا رَبُّ الإِْبِلِ، وَلِلْبَيْتِ رَبٌّ يَحْمِيهِ». فصارت هذه الكلمة العظيمة على الألسنة إلى الآن.

ورَدّ أبرهة على عبد المطلب إبله، ورجع عبد المطلب إلى قريش، فأَمَرهم بالخروج من مكة والتحصن في رءوس الجبال؛ تخوفًا عليهم من مَعَرّة الجيش.

ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يَدْعُون الله ويستنصرون على أبرهة وجنده، فدعا عبد المطلب ربه وهو آخذ بحلقة باب الكعبة.

فلما أن أراد أبرهة الجبار مباشرة هدم الكعبة، بَرَك الفيل الذي معه ولم يتوجه إلى الكعبة، وكانوا إذا أقاموه ووجهوه إلى جهة غير جهة الكعبة مثل الشام أو اليمن فإنه يهرول، وإذا وجهوه إلى جهة الكعبة بَرَك، فحَبَسه الله سبحانه وتعالى !!

وبينما هم كذلك، إذ جاءتهم فرقان من الطير من جهة البحر، وهي طير أبابيل، أي: جماعات، جماعة بعد جماعة مُسَلَّحة بالحجارة، فكل طائر معه ثلاثة أحجار: حجر في منقاره وحجران في رجليه، أمثال الحِمَّص والعدس، فلما توسطت القوم حصبتهم، فصارت الحجارة تدخل من دماغ أحدهم وتخرج من دبره، حتى أتت عليهم جميعًا، وأهلكهم الله سبحانه وتعالى وحمى بيته منهم.

هذه هي قصة أبرهة وأصحاب الفيل، وفي هذه السورة يُذَكِّر الله سبحانه وتعالى بها، وهذه الحادثة من الإرهاصات على بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم وُلِد في هذا العام، عام الفيل، وصاروا يؤرخون به.

قال عز وجل: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ، أي: ألم تَرَ يا


الشرح