﴿أَفۡوَاجٗا﴾
أي: جماعات كثيرة ومن كل قبيلة، وجاءت الوفود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
لمبايعته على الإسلام.
وقد
أَمَر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقابل ذلك بالشكر لله سبحانه وتعالى، فقال
عز وجل: ﴿فَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ﴾.
وهكذا
يجب على المسلمين إذا انتصروا أن يقابلوا ذلك بالخضوع لله سبحانه وتعالى
والاستغفار، وأن لا يروا في أنفسهم العُجْب والفخر، كما تفعل ذلك الدول الكافرة
ومَن يقلدهم! فالمسلمون إنما يخضعون لله سبحانه وتعالى، ويشكرونه ويحمدونه. وهذا
هو الواجب الذي يُقابَل به نصر الإسلام والمسلمين، بالتسبيح والتحميد والتهليل
والتكبير لله سبحانه وتعالى.
وقوله
عز وجل: ﴿فَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ﴾، جواب
الشرط ﴿إِذَا﴾، أي: نَزِّهه عما لا يليق به من الشرك الذي كان عليه
المشركون. فنَزِّهه عن الشرك وعن النقائص والعيوب.
اجمع
بين التسبيح والتحميد، «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ
الْعَظِيمِ»، «سُبِحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ،
وَاللهُ أَكْبَرُ»، فيَجمع بين هذا وهذا.
﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾،
واطلب من الله سبحانه وتعالى المغفرة عن التقصير.
فإذا
كان الرسول صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى الاستغفار، فنحن من باب أَوْلى!
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان أوفى الناس عبادة، وأوفى الناس بحق الله سبحانه وتعالى، ولكن حق الله سبحانه وتعالى عظيم، ولا يستطيع أحد أن يحصي حق الله سبحانه وتعالى، ولكن الله غفور رحيم، فاطلب منه المغفرة.