×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 عن عليّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» ([1]).

وفي هذا إشارة إلى قرب أجله صلى الله عليه وسلم.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْوَدَاعُ، فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ فَرَحَلَتْ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ... فَذَكَرَ خُطْبَتَهُ الْمَشْهُورَةَ ([2]).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا نَزَلَتْ ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ، وَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي» فَبَكَتْ ثُمَّ ضَحِكَتْ، وَقَالَتْ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ قَالَ: «اصْبِرِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَحَاقًا بِي» فَضَحِكْتُ ([3]).

فبهذه السورة عَرَف رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب أجله؛ لذلك كان صلى الله عليه وسلم يُكثر من الاستغفار.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: مَا صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلاَةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ إلاَّ يَقُولُ فِيهَا: «سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» ([4]).

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا نَزَلَتْ ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ قَالَ: نُعِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسُهُ حِينَ نَزَلَتْ، قَالَ: فَأَخَذَ بِأَشَدِّ مَا كَانَ قَطُّ اجْتِهَادًا فِي أَمْرِ الآْخِرَةِ.


الشرح

 ([1])أخرجه: مسلم رقم (486).

 ([2])انظر: تفسير ابن كثير (8/ 481).

 ([3])أخرجه: الدارمي رقم (80)، والطبراني في «الكبير» رقم (11907).

 ([4])أخرجه: البخاري رقم (4967).