فتبين
بذلك فضل ابن عباس رضي الله عنهما وتميزه، وأن عنده من الذكاء والمعرفة بمراد الله
عز وجل - ما ليس عندهم.
عن
جابر بن عبد الله وابن عباس، رضي الله عنهما، قالا: لَمَّا نَزَلَتْ ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ
ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ إِلَى
آخِرِ السُّورَةِ، قَالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم: «يَا جِبْرِيلُ نَفْسِي
قَدْ نُعِيَتْ». قَالَ جِبْرِيلُ: الآْخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُْولَى،
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ([1]).
فقوله
تعالى:، معناه - والله أعلم -: أن الله سبحانه وتعالى قد أتم لك الأمر، وجاء
الأجل، ﴿إِذَا
جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾.
فالحاصل:
أن هذه السورة فيها عجائب. وفيها البشارة بالنصر، وقد وقع. وفيها الإشارة إلى قرب
أجله صلى الله عليه وسلم، وقد كان كذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم ما عاش بعدها
إلاَّ قليلاً، ثم توفاه الله سبحانه وتعالى، بعد ما أكمل الله سبحانه وتعالى به
الدين وأتم به النعمة.
قال
قتادة ومقاتل: عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة - سنتين ([2]).
فدل
على: أن الأعمال ينبغي أن تُختم بالاستغفار وطلب المغفرة؛
لأن الإنسان مهما كان عليه من الصلاح والاستقامة والعمل الصالح، فإنه مقصر في حق
الله سبحانه وتعالى، فيستغفر.
وبالتالي: فإن العبد المذنب يجب عليه الاستغفار من باب أَوْلى، ويطلب المغفرة من الله عز وجل.
([1])أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير رقم (2676).