فإذا قال: الله أكبر، صار
استفهامًا، فكأنه يستفهم: هل الله أكبر؟ فيتغير المعنى، وكذلك لا يمد الباء فيقول:
«أكبار»، كما يفعل بعض المأمومين؛ لأن
المعنى يتغير؛ لأن «أكبار» جمع كبر،
وهو الطبل؛ كما قال المصنف.
قوله: «قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ»
يعني: الإمام أحمد رحمه الله: «رُبَّمَا
طَوَّلَ الإِمَامُ فِي التَّكْبِيرِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِقْهٌ» يعني: غير
فقيه، أو من العوام أو القراء الذين ليس لهم فقه، فيطول في التكبير، فيخل بالمعنى،
«وَالَّذِي يُكَبِّرُ مَعَهُ رُبَّمَا
جَزَمَ التَّكْبِيرَ؛ فَفَرَغَ مِنَ التَّكْبِيرِ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ الإِمَامُ
فَقَدْ صَارَ هَذَا مُكَبِّرًا قَبْلَ الإِمَامِ» وهذا محذور آخر، فإذا طول
الإمام التكبير، جزمه والمأموم، وفرغ المأموم من التكبير قبل أن يفرغ الإمام، فيكون
المأموم قد سابق الإمام، وهو منهي عن مسابقته، فيتنبه لهذا.
قال: «وَمَنْ كَبَّرَ قَبْل
الإِمَامِ فَلَيْسَتْ لَهُ صَلاَةٌ» لو سابق المأموم إمامه في التكبير، فدخل في
الصلاة قبله، بطلت صلاته.
والإمام أحمد رحمه الله له رسالة في صفة الصلاة، ربما تكون هذه الجملة
منقولة منها، وهي رسالة قيمة، وقد كتبها بعدما صلى مع قوم في مسجدهم ورأى ما
ينتقده في صلاتهم.
***
الصفحة 2 / 279