فَصْلٌ
وَإِذَا
لَمْ تَكُنِ الصُّفُوفُ مُسْتَوِيَةً سَوَّاهَا الإِْمَامُ وَغَيْرُهُ، إِلاَّ
أَنَّ الإِْمَامَ أَخَصُّ بِذَلِكَ؛ لأَِنَّهُ الرَّاعِيَ، قَالَ أَنَسُ بْنُ
مَالِكٍ رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ عَلَيْنَا
بِوَجْهِهِ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ فَيَقُولُ: «تَرَاصُّوا وَاعْتَدِلُوا» ([1])، وَقَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ
الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ» ([2])، مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِمَا.
وَعَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ السَّائِبِ صَاحِبِ المَقْصُورَةِ، قَالَ: صَلَّيْتُ
إِلَى جَنْبِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ صُنِعَ
هَذَا الْعُودُ؟ فَقُلْتُ: لاَ وَاللهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ أَخَذَ يَمِينَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ،
فَقَالَ: «اعْتَدِلُوا، سَوُّوا صُفُوفَكُمْ»، ثُمَّ أَخَذَ بِيَسَارِهِ فَقَالَ:
«اعْتَدِلُوا، سَوُّوا صُفُوفَكُمْ» ([3])، رَوَاهُ أَبُو
دَاوُدَ.
وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا إِذَا قُمْنَا لِلصَّلاَةِ، فَإِذَا اسْتَوَيْنَا كَبَّرَ» ([4])، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (723)، ومسلم رقم (433).
الصفحة 1 / 279