فَصْلٌ
وَيُسْتَحَبُّ
أَنْ يَقْرَأَ قِرَاءَةً مُرَتَّلَةً يُمَكِّنُ فِيهَا حَرْفَ الْمَدِّ مِنْ
غَيْرِ تَمْطِيطٍ، وَيَقِفُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ؛ لِقوله -تعالى-: ﴿وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ
تَرۡتِيلًا﴾ [الْمُزَّمِّل: 4]، وَلِحَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ
وَأَنَسٍ.
****
الشرح
القراءة المرتلة معناها: الوقوف على رأس كل آية، ويمد فيها حروف المد، كالألف
في «الرحمن»، والياء في «الرحيم»، لكن لا يبالغ في المد مثلما
يفعل بعض الذين يريدون أن يقرؤوا بالتجويد، ولكنهم لا يحسنون، والتجويد له ضوابط
وحدود، وليس معنى المد أن يمط صوته إلى أن ينقطع، ويشق على نفسه وعلى المستمعين، وإنما
يمد مدًّا متوسطًا، هذا هو المطلوب، ولهذا قال المؤلف رحمه الله: «يُمَكِّنُ فِيهَا حَرْفَ الْمَدِّ مِنْ
غَيْرِ تَمْطِيطٍ».
قال: «وَيَقِفُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ»،
هذا هو معنى الترتيل: أن يقف عند كل آية، وأن يمد حروف المد من غير تمطيط.
وقد أمر الله جل وعلا نبيه أن يرتل القرآن في قوله: ﴿وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا﴾ فكان صلى الله عليه وسلم يقرأ قراءة مفسرة، يقف على رأس كل آية؛ كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته، يقرأ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، ثم يقف، ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3]، ثم يقف» ([1])، وكان يمد قراءته مدًّا؛
الصفحة 1 / 279