×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 فَصْلٌ

وَالسُّنةُ: أَنْ يَبْسُطَ الأَْصَابِعَ، وَيَضُمَّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، وَعَنْهُ أَنْ يُفَرِّقَهَا أَفْضَلُ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَبَّرَ نَشَرَ أَصَابِعَهُ» ([1]) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَذَكَرَهُ الإِْمَامُ أَحْمَدُ، رَوَاهُ الأَْثْرَمُ وَالْخَلاَّلُ، وَلَفْظُهُ: «كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ»، وَالأَْوَّلُ هُوَ الْمَذْهَبُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَعَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ آخِرًا؛ لِمَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا ([2])، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ، هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، يَعْنِي: مِنْ حَدِيثِ النَّشْرِ، وَقَالَ: وَحَدِيثُهُ خَطَأٌ، وَقَدْ تَوَقَّفَ أَحْمَدُ فِي صِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: النَّاسُ يَرْوُونَهُ: «رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا»، وَقَالَ: كُنْتُ أَذْهَبُ إِلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «كَانَ إِذَا كَبَّرَ نَشَرَ أَصَابِعَهُ»؛ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ التَّفْرِيقُ، فَكُنْتُ أُفَرِّقُ أَصَابِعِي، فَسَأَلْتُ أَهْلَ العَرَبِيَّةِ، فَقَالُوا: «هَذَا هُوَ التَّفْرِيقُ وَلَيْسَ النَّشْرَ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ، وَقَالَ: قَالُوا: هَذَا هُوَ الضَّمُّ، وَهَذَا النَّشْرُ، وَمَدَّ أَبِي أَصَابِعَهُ مَدًّا مَضْمُومَةً، وَهَذَا التَّفْرِيقُ، وَفَرَّقَ أَصَابِعَهُ»، وَكَذَلِكَ فَسَّرَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ النَّشْرَ بِالْمَدِّ.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (23:)، وابن خزيمة (458).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (753)، والترمذي رقم (23:)، والنسائي رقم (883)، وأحمد رقم (8875).