×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

النَّظَرُ حَالَ التَّشَهُّدِ:

وَيُسْتَحَبُّ فِي التَّشَهُّدِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى إِشَارَتِهِ؛ لِمَا رَوَى عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنها قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ فِي التَّشَهُّدِ أَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ، وَلَمْ يُجَاوِزْ بَصَرُهُ إِشَارَتَهُ» ([1])، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.

وَإِذَا أَحَسَّ بِشَيْءٍ، فَقَالَ أَحْمَدُ: «مَا يُعْجِبُنِي أَنْ يَلْتَفِتَ»، قَالَ الآْمِدِيُّ: «هَذَا عَلَى طَرِيقِ الْوَرَعِ».

****

الشرح

قوله: «وَيُكْرَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَيْءٍ يُلْهِيهِ» مما يكون أمامه من الأشخاص أو الكتابات أو النقوش التي على الجداران والفرش، أو غير ذلك، فلا ينظر إلى شيء يلهيه ما دام في صلاته؛ لأن هذا من الخشوع في الصلاة، قال الله جل وعلا: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ [المؤمنون: 2]؛ ومن الخشوع: خشوع البصر، وخشوع القلب، وخشوع الجسد بين يدي الله عز وجل.

«وَيُكْرَهُ» كذلك «أَنْ يُغْمِضَ بَصَرَهُ» من غير حاجة؛ «لأَِنَّهُ مِنْ فِعْلِ الْيَهُودِ» في صلاتهم، «وَلاَ يُكْرَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَمَامِهِ» من غير أن يشغله شيء، فإن كان أمامه شيء يشغله، فلا ينظر إليه، أما إذا لم يكن أمامه شيء يشغله، فلا مانع أن يمد بصره قليلاً أمامه؛


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (::0)، والنسائي رقم (1275)، وأحمد رقم (16100).