×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وَهَذِه الأَْقْوَالُ نُصُوصٌ مِنْهُ فِي أَنَّ الأُْمَّةَ مَأْمُورَةٌ أَنْ تُصَلِّيَ كَصَلاَتِهِ، عَلَى أَنَّ الْقَاعِدَةَ الْكُلِّيَّةَ: أَنَّ أُمَّتَهُ أُسْوَتُهُ فِي الأَْحْكَامِ مَا لَمْ يَقُمْ دَلِيلُ التَّخْصِيصِ.

وَقَدْ أَجْمَعَتِ الأُْمَّةُ عَلَى الرُّجُوعِ فِي صِفَةِ الصَّلاَةِ إِلَى فِعْلِهِ؛ إِمَّا وُجُوبًا أَوِ اسْتِحْبَابًا، وَأَنَّ هَذَا مِنَ الأَْفْعَالِ الَّتِي يَشْتَرِكُ فِيهَا هُوَ وَأُمَّتُهُ، وَقَدْ جَاءَتِ الأَْحَادِيثُ بِصِفَةِ صَلاَتِهِ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ، يَأْتِي مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْهَا فِي أَثْنَاءِ الْبَابِ.

****

الشرح

هذه النصوص تدل على أن الأمة مأمورة بأن تصلي كصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم الواردة في الأحاديث الصحيحة، التي فيها أقواله وأفعاله وتقريراته في الصلاة.

ومن القواعد الكلية في الدين: أن الأمة تتأسي به صلى الله عليه وسلم؛ كما في قول الله -تعالى-: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21]، فهو القدوة صلى الله عليه وسلم في جميع أمور الدين عامة، وفي الصلاة خاصة.

والأصل أن ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم عام إلا ما دل الدليل على اختصاصه به، فما لم يدل دليل على تخصيصه بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الأمة تتأسى به في الصلاة وفي غيرها.

وقوله: «وَقَدْ أَجْمَعَتِ الأُْمَّةُ» إجماعًا قطعيًّا بعلمائها «عَلَى الرُّجُوعِ فِي صِفَةِ الصَّلاَةِ إِلَى فِعْلِهِ»، والاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كيفية أداء الصلاة، ولا يرجعون إلى غيره مهما علا قدره، ولا إلى الجُهال والمتعالمين،


الشرح