وَقَدْ كَانَ جِبْرِيلُ
أَقَامَ الصَّلاَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَبِيحَةَ لَيْلَةِ أُسْرِيَ
بِهِ، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
وَصَلَّى
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْتِثَالاً لأَِمْرِ اللهِ، وَتَأْوِيلاً
لِكِتَابِ اللهِ؛ فَسُنَّتُهُ هِيَ الَّتِي فَسَّرَتِ الْقُرْآنَ وَبَيَّنَتْهُ،
وَدَلَّتْ عَلَى مَعْنَاهُ، وَعَبَّرَتْ عَنْهُ.
وَالْفِعْلُ
إِذَا خَرَجَ مِنْهُ امْتِثَالاً لأَِمْرٍ وَبَيَانًا لِمُجْمَلٍ؛ كَانَ حُكْمُهُ
حُكْمَ ذَلِكَ الأَْمْرِ وَذَلِكَ الْمُبَيَّنِ؛ فَتَكُونُ الصَّلاَةُ الَّتِي
صَلاَّهَا هِيَ الصَّلاَةَ الَّتِي كَتَبَهَا اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَأَمَرَهُمْ بِهَا فِي كِتَابِهِ.
****
الشرح
الله جل وعلا فرض الصلاة ليلة المعراج على رسوله صلى الله عليه وسلم،
وأوجبها ([1])، وأمر بها في
القرآن، ووكل بيانها إلى رسوله، وقد ثبت في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله
عنها: «أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه
وسلم يعلمه مواقيت الصلاة، فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه،
والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم » ([2])، فبين للأمة مواقيت
الصلاة بفعله، ثم أكمل أحكامها بقوله وإقراره.
وهكذا تؤخذ الصلاة من بيان الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا أول واجب، أما الذي يصلي مخالفًا لبيان الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقتصر على فهمه هو، فهذا ظالم، بل هو من أهل الزيغ - والعياذ بالله - الذين حذرنا الله منهم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (349)، ومسلم رقم (162).
الصفحة 1 / 279