×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 فَصْلٌ

وَالمَسْنُونُ لِلصُّفُوفِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ، مَبْنَاهَا عَلَى أَصْلَيْنِ: عَلَى اجْتِمَاعِ المُصَلِّينَ، وَانْضِمَامِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ، وَعَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ وَاسْتِوَائِهِمْ؛ لِتَجْتَمِعَ قُلُوبُهُمْ وَتَسْتَقِيمَ، وَيَتَحَقَّقَ مَعْنَى الجَمَاعَةِ الَّذِي هُوَ اجْتِمَاعُهُمْ فِي الصَّلاَةِ مَكَانًا وَزَمَانًا.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: «تَسْوِيَةُ الصُّفُوفِ وَدُنُوُّ الرِّجَالِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ، وَتَرْكُ ذَلِكَ نَقْصٌ فِي الصَّلاَةِ».

أَحَدُهَا: تَسْوِيَةُ الصَّفِّ، وَتَعْدِيلُهُ، وَتَقْوِيمُهُ، حَتَّى يَكُونَ كَالْقَدَحِ، وَذَلِكَ يَحْصُلُ بِالْمُحَاذَاةِ بِالْمَنَاكِبِ، وَالرُّكَبِ، وَالْكِعَابِ، دُونَ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ.

وَالثَّانِي: التَّرَاصُّ فِيهِ، وَسَدُّ الْخَلَلِ وَالْفُرَجِ، حَتَّى يُلْصِقَ الرَّجُلُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ الرَّجُلِ، وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ.

الثَّالِثُ: تَقَارُبُ الصُّفُوفِ، وَدُنُوُّ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى يَكُونَ سُجُودُ المُؤَخَّرِ خَلْفَ مَقَامِ المُقَدَّمِ، مِنْ غَيْرِ ازْدِحَامٍ يُفْضِي إِلَى أَذَى المُصَلِّينَ.

وَالرَّابِعُ: تَكْمِيلُ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ؛ تَحْقِيقًا لِلاِجْتِمَاعِ، وَالدُّنُوِّ مِنَ الإِْمَامِ.


الشرح