فَصْلٌ

وَمَنْ عَجَزَ عَنِ اسْتِعَمَالِ الرَّفْعِ رَفَعَ مَا تَمَكَّنَ، وَإِنْ لَمْ يَتَمَكَّنِ الرَّفْعَ إِلاَّ أَنْ يُجَاوِزَ أُذُنَيْهِ فَعَلَهُ، وَإِنْ عَجَزَ عَنْهُ بِإِحْدَى الْيَدَيْنِ فَعَلَهُ بِالأُْخْرَى، وَإِنْ نَسِيَهُ حَتَّى [نِهَايَةِ التَّكْبِيرِ] سَقَطَ؛ لأَِنَّهُ هَيْئَةٌ فَاتَ مَحِلُّهَا، وَإِنْ ذَكَرَهُ فِي أَثْنَاءِ التَّكْبِيرِ بَادَرَ إِلَيْهِ؛ لِبَقَاءِ مَحِلِّهِ، وَإِنْ كَانَتْ يَدَاهُ فِي ثَوْبِهِ رَفَعَهُمَا بِحَسَبِ الإِْمْكَانِ تَحْتَ الثَّوْبِ؛ لِمَا رَوَى وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الشِّتَاءِ فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ فِي الصَّلاَةِ» ^([1])، وَفِي رِوَايَةٍ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاَةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ أُذُنَيْهِ - قَالَ - ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى صُدُورِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ بَرَانِسُ وَأَكْسِيَةٌ» ^([2])، وَفِي رِوَايَةٍ قَالَتْ: «ثُمَّ جِئْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي زَمَانٍ فِيهِ بَرْدٌ شَدِيدٌ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ عَلَيْهِمْ جُلَّ الثِّيَابِ؛ يُحَرِّكُونَ أَيْدِيَهِمْ تَحْتَ الثِّيَابِ مِنَ الْبَرْدِ» ^([3])، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ.

وَالأَْوْلَى لَهُ أَنْ يُخْرِجَ يَدَيْهِ وَقْتَ الرَّفْعِ، فَيَرْفَعُهُمَا، ثُمَّ يَلْتَحِفُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ مُرْتَدِيًا؛ لأَِنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ الْتَحَفَ، ثُمَ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ،

---

الشرح