مَسْأَلَةٌ: ثُمَّ
يَقْرَأُ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفَاتِحَة: 1]، وَلاَ يَجْهَرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ؛
لِقَوْلِ أَنَسٍ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي
بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ؛ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفَاتِحَة: 1] ».
****
الشرح
قال الإمام الموفق رحمه الله في عمدة الفقه: «ثُمَّ يَقْرَأُ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفَاتِحَة: 1]، ثم شرح ذلك الشيخ تقي الدين رحمه الله
شرحًا مطولاً كما سيأتي.
والجمهور على أن﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ آية من القرآن، وبعضهم يرى أنها آية مستقلة، ليست في سورة معينة إلا في سورة النمل، في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]، أما في غيرها من السور، فهي آية مستقلة، نزلت للفصل بين السور، إلا بين سورة الأنفال وبراءة، فلم تأت في الفصل بينهما، قيل: لأنهما في موضوع الجهاد والقتال في سبيل الله، فهما بمثابة سورة واحدة ([1])، وقيل: لأن سورة براءة فيها ذكر المنافقين والغضب والعذاب، فلم يُناسب أن تبدأ بـ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ هذا هو مذهب الجمهور: أنها آية من القرآن، وأنها ليست من سورة معينة، وأنها نزلت للفصل بين السور، ما عدا براءة والأنفال.
الصفحة 1 / 279