وَيَنْبَغِي أَنْ
يُبَيِّنَ التَّكْبِيرَ وَيَجْزِمَهُ، وَلاَ يُطَوِّلَهُ، وَلاَ يَمُدَّ فِي
غَيْرِ مَوْضِعِ المَدِّ؛ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: «رُبَّمَا طَوَّلَ الإِمَامُ
فِي التَّكْبِيرِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِقْهٌ، وَالَّذِي يُكَبِّرُ مَعَهُ
رُبَّمَا جَزَمَ التَّكْبِيرَ؛ فَفَرَغَ مِنَ التَّكْبِيرِ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ
الإِمَامُ فَقَدْ صَارَ هَذَا مُكَبِّرًا قَبْلَ الإِمَامِ، وَمَنْ كَبَّرَ قَبْل
الإِمَامِ فَلَيْسَتْ لَهُ صَلاَةٌ؛ لأَِنَّهُ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ قَبْلَ
الإِْمَامِ، وَكَبَّرَ قَبْلَ الإِمَامِ؛ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ».
قَالَ بَعْضُ
أَصْحَابِنَا: إِنْ مَدَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ المَدِّ؛ مِثْلَ أَنْ يَمُدَّ
بَعْضَ الْهَمْزَةِ مِنِ اسْمِ اللهِ، فَتَصِير هَمْزَةَ اسْتِفْهَامٍ، أَوْ
يَزِيدَ أَلِفًا بَعْدَ الْبَاءِ مِنْ «أَكْبَر»،
فَتَصِير جَمْعَ كَبَرٍ: وَهُوَ الطَّبْلُ؛ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبُ الجَرَّة ([1])؛ لأَِنَّ المَعْنَى
يَتَغَيَّرُ بِهِ.
****
الشرح
هذه صفة التكبير: أن يبينه، ولا يدغمه، فلا يختصره اختصارًا مخلًّا، ولا
يمده مدًّا مخلًّا، وإنما يتوسط في ذلك، فربما إذا مده تغير المعنى مثل ما يأتي.
قال: «وَيَنْبَغِي أَنْ يُبَيِّنَ التَّكْبِيرَ» فيبين الإمام التكبير للناس، فلا يلقيه بسرعة، ولا يدغم بعضه في بعض، «وَيَجْزِمَهُ» يعني: يقطعه ولا يمده؛ لأن بعض الأئمة قد يمد التكبير مدًّا طويلاً ربما يخل بالمعنى، «وَلاَ يُطَوِّلَهُ، وَلاَ يَمُدَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ المَدِّ» فلا يمد التكبير في غير موضع المد مثل الهمزة في لفظ الجلالة «الله»، فليس هذا موضع مدٍّ،
الصفحة 1 / 279